Thursday, October 8, 2009

محمد مرشان‮ ‬يستغيث بعد ستين عاماً‮ ‬من العطاء يتساءل من أنا‮ ... ‬؟‮!

محمد مرشان

محمد مرشان

© صحيفة أويا الالكترونية


أنا من أسست فرقة المالوف واستلمها مني‮ ‬المرحوم حسن عريبي‮ ‬سنة‮ ‬1964ف
اتجهت إلى صحيفتكم علني‮ ‬أجد من‮ ‬يسمعني‮ ‬وينصفني‮!‬
تجاهلتني‮ ‬كل مؤسسات الدولة ورُميــت‮ ‬ بالشارع تكريماً‮ ‬لعطائي‮ ‬كل هذه الفترة
أتقاضى‮ ‬96‮ ‬ديناراً‮ ‬فقط‮ ‬راتب ضماني
‬الجميع‮ ‬يتذكر أغنية‮ "‬كلماتها واطت العين عليا‮" ‬و"نور العين والجوبة بعيدة‮" ‬و"بعث المحبة‮ ‬يا ناس من‮ ‬يشريها‮" ‬كل هذه الأعمال الخالدة هي‮ ‬للملحن الفنان‮ "‬محمد مرشان‮" ‬حضر إلينا‮ ‬يئن من وطأة الوجع ملئ بالحسرة والمرارة‮.. ‬يتألم إلى ما وصل إليه الحال‮.. ‬60 عاماً‮ ‬من العطاء‮ ‬يراها قد مرت‮ ‬مرور الكرام على المسؤولين لم‮ ‬يلتفت إليه أحد لم‮ ‬يقدر جهده أحد‮.. ‬تحدث بكل مرارة قائلا تمنيت أن‮ ‬يكون لقائي‮ ‬هذا للحديث عن التكريم الذي‮ ‬حظيت به لا أن أتى إليكم شاكيا على حالي‮ ‬وما وصلت إليه من تجاهل وجحود من طرف المسؤولين‮.. ‬لن نطيل عليكم ولنترك الفنان محمد مرشان‮ ‬يتحدث بنفسه‮.‬

لم أجد إلا صحيفتكم لأبوح لها بما‮ ‬يجول في‮ ‬خاطري‮..‬ سألناه‮ ‬ما الحكاية‮ ‬يا سيد محمد‮ ..‬ أجاب‮..‬ ‮.. ‬أبحث عن نفسي‮ ‬من أنا‮!.. ‬نعم نعم لا تستغرب فأنا أبحث عن نفسي‮...‬ هل أنا محمد مرشان الذي‮ ‬بدأ عام‮ ‬1949 مشواره الفني‮ ‬؟ هل فقدت هويتي‮ ‬خلال الستين عاماً‮ ‬الماضية؟ بعد ستين عاماً‮ ‬من العطاء والتأسيس وعديد الإنجازات‮ ‬يأتي‮ ‬عام‮ ‬2007 لأتقدم بنص ملحمة‮ ‬غنائية ومسرحية‮ ‬غنائية إلى المؤسسة العامة للثقافة بمناسبة احتفالية طرابلس عاصمة الثقافة الإسلامية‮.. ‬فيتم إبلاغي‮ ‬أن النص ضاع وأحضر ثاني‮ ‬وثالث ونفس القصة النص‮ ‬يا سيد محمد ضاع‮: ‬ولكم أن تحكموا ثلاث مرات هل فعلاً‮ ‬ضاع أو بفعل فاعل اختفى؟

المهم في‮ ‬الأخير تم تحويلي‮ ‬إلى إذاعة الجماهيرية رغم أنه لا علاقة لها بهذه الاحتفالية اتصلت بالسيد خالد الدايمي‮ ‬مدير إدارة البرامج وقتها فأجابني‮.. ‬لا‮ ‬ياسيد محمد لم‮ ‬يتم تحويل أي‮ ‬نص من المؤسسة وهذا الأمر لا‮ ‬يعنينا‮.. ‬ ومن هنا بدأت مأساتي‮ ‬مع مؤسسات الدولة،‮ ‬والتجاهل الواضح ناحيتي‮ ‬الذي‮ ‬لا أعرف هل هو سلسلة من الإحباطات التي‮ ‬كانت بالصدفة أم بفعل فاعل ؟‮!.‬ نأتي‮ ‬إلى الاحتفالية بعيد الأربعين وأريد أن أتساءل هل هذه الاحتفالية ملك لكل الليبيين‮.. ‬أم هي‮ ‬للأجانب‮..‬؟‮!‬ أعتقد أنها لنا‮ .. ‬لكل الليبيين ومن حقنا أن نشارك ونحتفل بها جميعاً‮ ‬دون منّة من أحد أو أن‮ ‬يوزع علينا أحد الأدوار ونحن الأحوج بتقديم أعمالنا في‮ ‬هذه المناسبة وتقديم صورة ممتازة لجماهيريتنا لأننا نحن من نحس بها ونستطيع تقديم فنها وطربها الأصلي‮.. ‬الخاص بكل الليبيين‮.. ‬ نريد تقديم أعمال بها روح ليبية صرفة لا‮ ‬ينفذها لنا أجنبي‮ ‬يتقاضى الألوف ومئات الألوف وتُرمى الفتافيت للفنان الليبي‮.

‬ في‮ ‬هذه الاحتفالات‮.. ‬قالوا أعطينا لـ20 ملحناً‮ ‬من الإذاعة و10 من مؤسسة الثقافة كلام فارغ‮ ‬ومن العيب أن نتكلم عنها‮.. ‬يأتي‮ ‬إليك المسؤول بألف دينار ويطلب منك عمل لهذا العيد العظيم‮ ..‬عيد الأربعين بألف دينار الذي‮ ‬لا‮ ‬يصلح حتى لإيجار ربع فرقة موسيقية‮.‬ المؤسسة العامة للثقافة قالت لا‮ ‬يوجد سيولة رغم أنها دفعت للبعض من أجل العمل ورغم أنني‮ ‬قدمت منذ‮ ‬3 أشهر إلا أنني‮ ‬لم أجد مع من أتفاهم‮.. ‬أخيراً‮ ‬بلغني‮ ‬قبل‮ ‬يومين أو ثلاثة أن المؤسسة وافقت على بعض الأعمال وعندما سألنا عن أعمالنا قالوا لا‮ .. ‬أخذنا بعض الأعمال للشباب الجدد الذين‮ ‬يشقون طريقهم‮.. ‬وقالوا لنا عندما نتحصل على سيولة ربما تجد أعمالك طريقها للتنفيذ‮.. ‬أي‮ ‬بمعنى بعد احتفالات الفاتح العظيم‮.. "‬لا أعرف على من‮ ‬يضحكون؟‮".. ‬ أقولها وبكل فخر أنا‮ ‬أقدر كلّ‮ ‬فنان حالياً‮ ‬في‮ ‬ليبيا والتاريخ‮ ‬يشهد على ذلك وأعمالي‮ ‬التي‮ ‬فاقت الـ500 عملٍ‮ ‬بارشيف الإذاعة تشهد عليَّ‮ ‬بذلك‮ ..

‬فقد تغنى من ألحاني‮ ‬معظم الفنانين العرب وكل الفنانين الليبيين ألا‮ ‬يوجد من‮ ‬يقدر هذا التاريخ الحافل ؟‮!‬ هل هذا هو جزاء من أفنى عمره من أجل الفن في‮ ‬ليبيا كان لي‮ ‬الشرف بتأسيس الأغنية الليبية الحديثة وأنا من أسس‮ ‬فرقة المالوف واستلمها مني‮ ‬المرحوم حسن عريبي‮ ‬الذي‮ ‬وجدها جاهزة‮.. ‬وأنا من أسست معهد الموسيقى في‮ ‬طرابلس وبدأت أبحث عن أحد‮ ‬يتوسط لي‮ ‬لدى المسؤولين لأقدم أعمالي‮ ‬هل هذه هي‮ ‬نهاية ستين عاماً‮ ‬من العطاء‮..‬ تحدثت مع أمين المؤسسة العامة للثقافة فقال لي‮ ‬للأسف لا أملك سيولة وأنا أعذره‮.‬ السؤال الذي‮ ‬يتبادر إلى ذهني‮ ‬في‮ ‬هذه الفترة هل مازلت محمد مرشان الملحن في‮ ‬نظر المسؤولون؟‮..‬ ‮ ‬أم‮ ‬يرى المسؤولون أنني‮ ‬انتهيت ولا أستطيع تقديم شيء رغم‮ ‬يقيني‮ ‬وغيري‮ ‬أن الفن لا‮ ‬يقاس بالعمر أبداً؟‮!.. ‬أم هناك إشارة استفهام حول شخصي‮ ‬سواء كانت سياسية أو أخلاقية؟‮!‬ أرجو أن أجد من‮ ‬يجيب على أسئلتي‮ ‬لماذا‮ ‬يقفلون أبواب الرزق في‮ ‬وجهي؟‮.. ‬مع العلم أن راتبي‮ ‬التقاعدي‮ ‬إلى شهر‮ ‬6 ـ‮ ‬2009 هو‮ ‬96 ديناراً‮ ‬فقط لا‮ ‬غير إلى أن تدخل أحد العقلاء وقال لهم بالحرف الواحد‮ "‬عيب‮ ‬يا جماعة اللي‮ ‬قاعد‮ ‬يصير‮" ‬وتم تعديل راتبي‮ ‬التقاعدي‮ ‬وأصبح‮ ‬225 ديناراً‮ ‬منذ شهرين فقط‮.. ‬ ومنذ حوالي‮ ‬الـ4 أشهر تقدمت لمدير مكتب الموسيقى بالإذاعة وكان طالبا في‮ ‬المعهد الذي‮ ‬أسسته بعدة أعمال وطنية وطلب إجازتها فقال لي‮ ‬بالحرف الواحد سأحاول‮ "‬نمشيلك واحدة‮" ‬بعد هذا العمر والتاريخ‮ ‬أصبحت أعمالي‮ ‬تمرر بالخلسة‮.. ‬

أي‮ ‬بمعنى‮ ‬غير مرغوب فيَّ‮ ‬أو في‮ ‬أعمالي‮..‬ ‮ ‬إلا أن الرجل‮ ‬يحاول تمرير عمل لي‮.. ‬وهذه الأسباب جعلتني‮ ‬أتصل بصحيفتكم وألجأ إليكم لأحكي‮ ‬أوجاعي‮ ‬علني‮ ‬أجد من‮ ‬يسمعني‮!.‬ أويا‮..‬ نعود إلى البدايات أستاذ محمد مرشان محمد مرشان‮ : ‬أحب أن أشير هنا لشيء مهم وهو أنني‮ ‬أسست فرقة المالوف التي‮ ‬كان فيها مفتاح جرود وعبداللطيف حويل ومحمد رشيد وأحمد سامي‮ ‬كانوا كلهم مطربين وكان ذلك عام‮ ‬1961 إلى أن جاء المرحوم حسن عريبي‮ ‬من بنغازي‮ ‬واستلم قسم الموسيقى بالإذاعة بالإضافة إلى فرقة المالوف التي‮ ‬أنا من قام بتأسيسها واستلمها مني‮ ‬عام‮ ‬1964 ولم‮ ‬يشر أحد عبر التاريخ إلى هذه الحادثة‮.. ‬ومع ذلك أثرت في‮ ‬نفسي‮ ‬وتحاملت وقلت المهم خدمة الفن في‮ ‬ليبيا وليس مهماً‮ ‬من أسسه‮.‬ ‮ ‬وعندها أسست معهد جمال الدين الميلادي‮ ‬الذي‮ ‬كان اسمه المعهد الوطني‮ ‬للموسيقى والتمثيل‮.. ‬وفي‮ ‬النهاية أُرمى في‮ ‬الشارع ولا‮ ‬يلتفت أحد لهذا التاريخ العريق‮.‬ أعود إلى البدايات التي‮ ‬كانت عام‮ ‬1949 كملحن وعازف عود أيام كانت الإذاعة تابعة للجيش البريطاني‮ ‬في‮ ‬الصومعة الحمراء وكانوا‮ ‬يعطونا نصف ساعة من البث اليومي‮ ‬لتقديم الأعمال الليبية‮..

‬كان معي‮ ‬الشيخ قنيص بفرقته وأيضاً‮ ‬كان الشيخ النعال بفرقة المدائح وبعدها اتجهت لقراء الموسيقى لمدة‮ ‬14 سنة وعندما أرادوا تعييني‮ ‬بالإذاعة عام‮ ‬1964 طلبوا مني‮ ‬شهادة اتجهت إلى تونس لدراسة الموسيقى أو بالأصح للتقديم للامتحان لنيل الشهادة إلا أنني‮ ‬بقيت سنة كاملة في‮ ‬تونس لدراسة الموسيقى وتحصلت على الترتيب الثاني‮ ‬على دفعتي‮ ‬تلك السنة ورجعت إلى ليبيا وتم تعييني‮ ‬في‮ ‬نفس اليوم والتاريخ أنا والمرحوم حسن عريبي‮ ‬على الدرجة الرابعة‮.. ‬وكلفت بقسم الموسيقى بطرابلس والمرحوم حسن كلف بقسم الموسيقى في‮ ‬بنغازي‮ ‬وفي‮ ‬نفس العام كتبت كتابي‮ "‬الموسيقى قواعد وتراث‮".‬ بعدها جاء المرحوم حسن عريبي‮ ‬واستلم قسم الموسيقى وأنا تفرغت إلى معهد الموسيقى إلى أن قامت الثورة وكان المعهد‮ ‬يتبع إدارة الفنون والآداب التي‮ ‬يترأسها سالم المسلاتي‮ ‬والذي‮ ‬طلب مني‮ ‬فصل عدد‮ ‬6 مدرسين من المعهد بدون ذكر الأسباب وكان ذلك في‮ ‬الأيام الأولى للثورة فرفضت فصل المدرسين المذكورين وذلك للفراغ‮ ‬الذي‮ ‬سيتركونه في‮ ‬المعهد وأيضاً‮ ‬لعدم معرفتي‮ ‬للسبب‮.. ‬فقدمت استقالتي‮ ‬إلى سالم المسلاتي‮ ‬حتى لا أقوم بفصل من طلب مني‮ ‬فصلهم‮.. ‬وقبلت استقالتي‮.. ‬وربما هذا الشيء حُسب ضدي‮.‬ إنني‮ ‬استقلت في‮ ‬بداية الثورة‮.. ‬ولكن والله أعلم ماذا كان وراء القصد وأنني‮ ‬أول من فرح بالثورة وتغنى لها وكل أعمالي‮ ‬الوطنية تشهد بذلك‮.. ‬وقدمت أعمال ضد الملكية في‮ ‬ليبيا وتناديت بالوحدة العربية‮.. ‬ وكان طلب الفصل في‮ ‬اعتقادي‮ ‬أنه ناتج عن خلاف شخصي‮..

‬بعد ذلك ثم تشكيل وزارة كانت تسمى التربية والتعليم والثقافة أعتقد ولا أتذكر بالضبط وعُين على رأسها أحمد فيتور وعند استقالتي‮ ‬كانت درجتي‮ ‬الثانية بالنظام القديم أي‮ ‬الثامنة بالنظام الحديث سنة‮ ‬1981 وطلب مني‮ ‬الأستاذ علي‮ ‬الكيلاني‮ ‬الرجوع إلى الإذاعة ورجعت على الدرجة الثامنة بالنظام الجديد فأخبرتهم بأن لي‮ ‬ملفاً‮ ‬قديماً‮ ‬وأنا صاحب خبرة وليست هذه هي‮ ‬المرة الأولى التي‮ ‬أعمل بها فأجابوني‮ ‬أين ملفك لا‮ ‬يوجد لك ملف عندنا إلى سنة‮ ‬1992 أحلت إلى التقاعد ووجدت معاشي‮ ‬التقاعدي‮ ‬96 ديناراً‮ ‬وبقى هذا راتبي‮ ‬منذ سنة‮ ‬1992ف وحتى سنة‮ ‬2009 شهر‮ ‬6.. هذه باختصار معاناة فنان أفنى عمره لخدمة الوطن والفن منذ أكثر من‮ ‬60 عاماً‮ ‬ومازال في‮ ‬جعبتي‮ ‬الكثير لأرويه ولكن سأكتفي‮ ‬وأترك كل شيء لوقته‮.‬

No comments: